حسم برشلونة مواجهته المثيرة والصعبة خارج ملعبه مع إشبيليه وحقق فوزاً هاماً بثلاثة أهداف دون رد، في الوقت الذي زاد فيه خيتافي من معاناة وجراح ضيفه ريال مدريد وهزمه بثلاثة أهداف مقابل هدف، في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
افتتح التسجيل لبرشلونة الكاميروني صامويل إيتو في الدقيقة 20 وأضاف الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 78 و92 على التوالي. وفي مواجهة مدريد المثيرة افتتح خيتافي التسجيل عن طريق مهاجمه خوان أنخيل ألبين في الدقيقة الثالثة من بداية اللقاء، وأضاف ألبين الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 47، وفي الدقيقة 54 نجح الأرجنتيني سافيولا في إحراز هدف ريال مدريد الوحيد، قبل أن يتمكن النيجيري أوتشي من إحراز الهدف الثالث لخيتافي في الدقيقة 81.
بذلك انفرد برشلونة بصدارة الليغا تماماً بدون منافس، برصيد 32 نقطة، مبتعداً بست نقاط عن ريال مدريد أقرب منافسيه الذي تجمد رصيده عند 26 نقطه، في الوقت الذي فرط إشبيليه في فرصة انتزاع المركز الثاني بعد أن تجمد رصيده عند 24 نقطة ليظل خامساً، بينما ارتفع رصيد خيتافي إلى 17 نقطة ليحتل المركز التاسع مؤقتاً.
برشلونة - إشبيليه
وفي مواجهة تتسم دائماً بالإثارة والندية، بدأ برشلونة اللقاء مهاجماً بضراوة مستغلاً الدفعة المعنوية الهائلة التي تلقاها بعد هزيمة غريمه ومنافسه الأول ريال مدريد أمام خيتافي، وتميز وسط الفريق الكاتالوني بالمهارة والسرعة، حيث تكون من لاعبين يمتازون بالأداء الهجومي والقدرة على إحراز الأهداف وهم ميسي وهنري إضافة إلى المالي سيدو كيتا المتألق في الفترة الأخيرة.
وبالفعل في الدقيقة 20 ونتيجة للضغط المتواصل من لاعبي الفريق الضيف استغل الأسد الكاميروني إيتو خطأ لاعبي إشبيليه في التمركز الدفاعي وانقض على كرة ضالة داخل منطقة الجزاء مسجلاً أول أهداف اللقاء وهو الهدف رقم 14 لمهاجم برشلونة لينفرد تماماً بصدارة هدافي الليغا هذا الموسم متقدماً بفارق ثلاثة أهداف على مهاجم فالنسيا دافيد فيا.
وحاول إشبيليه أن يتدارك الموقف سريعاً خاصة وأن المباراة على أرضه وبين جماهيره، وفي الدقيقة 22 انفرد لويس فابيانو مهاجم الفريق الأندلسي بمرمى فيكتور فالديس حارس برشلونة ولكنه لعب الكرة بغرابة لتذهب خارج المرمى مضيعاً فرصة إحراز هدف التعادل على فريقه.
وفي الدقيقة 33 انفرد كانوتيه إثر تمريرة رائعة من لاعب الوسط فازيو ولكن المهاجم المالي تعرض لدفعة واضحة داخل منطقة الجزاء من المدافع جيرارد بيكيه إلا أن حكم اللقاء ألبرتو أوديانو أمر باستئناف اللعب.
ورويداً رويداً هدأ أداء برشلونة وامتلك الفريق الأندلسي زمام المباراة ونشط لاعب الوسط الإيطالي إنزو ماريسكا وشكل مع كانوتيه وفابيانو خطورة حقيقية على مرمى الفريق الكاتالوني.
وفي الدقيقة 41 لاحت فرصة ذهبية لكانوتيه لإدراك التعادل بعدما انفرد تماماً بمرمى فالديس إلا أن كرته اصطدمت بالعارضة، لتضيع فرصة تعديل الأوضاع على إشبيليه قبل نهاية الشوط الأول.
الشوط الثاني
واستعاد برشلونة خطورته مع بداية الشوط الثاني بغية إحراز هدف التعزيز ليقضي تماماً على آمال إشبيليه، وكاد الفريق الكاتالوني أن ينجح في ذلك عندما تقدم هنري من الجانب الأيسر وانفرد تماماً بحارس إشبيليه بالوب وسدد الكرة بقوة، ولكن الحارس تمكن من إبعادها بقدمه، منقذاً مرمى فريقه من هدف ثان في الدقيقة 52.
وفي الدقيقة 67 كان الجميع على موعد مع فاصل من المهارات من نجم برشلونة ولاعب وسطه المهاجم ليونيل ميسي عندما انطلق من الجانب الأيسر ومر من جميع مدافعي إشبيليه ثم سدد كرة قوية من على حافة منطقة الجزاء أنقذها بالوب مجدداً بصعوبة.
وسيطر تماماً برشلونة على مجريات اللعب بعد هذه الكرة واستحوذ لاعبو وسط الفريق الكاتالوني على الكرة تماما، وفي الدقيقة 72 كاد داني ألفيش أن يحرز الهدف الثاني للضيوف عندما سدد كرة قوية ذهبت على بعد سنتيمترات قليلة من مرمى إشبيليه.
وتواصلت هجمات الفريق الكاتالوني الخطرة وفي الدقيقة 78 يرسل تشابي هيرنانديز تمريرة رائعة بالرأس إلى الساحر ليونيل ميسي الذي مر بخفة ورشاقة من مدافعي إشبيليه وسدد كرة قوية سكنت شباك الحارس بالوب معلنة الهدف الثاني للضيوف.
وغاب التركيز تماماً عن إشبيليه بعد تلقي مرماهم للهدف الثاني وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع تلقى ميسي تمريرة متقنة انفرد على أثرها ببالوب وتخطاه بمهارة فائقة مودعاً الكرة في المرمى معلناً الهدف الثالث للفريق الكاتالوني والثاني له، لينتهي اللقاء بفوز كبير وهام لبرشلونة بثلاثية نظيفة.
خيتافي يُسقط ريال بثلاثية
وفي اللقاء الذي أقيم في العاصمة الإسبانية مدريد، فاجأ خيتافي الفريق الملكي بهجوم منظم وقوي منذ الدقائق الأولى من اللقاء كان من نتيجته إحراز لاعب الوسط المهاجم الأوروغواياني خوان أنخيل ألبين الهدف الأول لأصحاب الأرض في الدقيقة الثالثة.
حاول الريال تعديل الأوضاع سريعاً عن طريق الانطلاقات الجانبية للاعبي الوسط المهاجمين درينتي وسنايدر، إلا أن دفاع خيتافي المنظم بقيادة دياز وماريو أبقت الأوضاع على ما هي عليه.
وتلقى شوستر مدرب ريال مدريد ضربة موجعة أخرى بإصابة ويسلي سنايدر الذي خرج في تغيير اضطراري في الدقيقة 17 ونزل بدلاً منه رافييل فان دير فارت، ولم تفلح محاولات الفريق المضيف في تعديل الأوضاع نظراً لاستسلام المهاجمين سافيولا وراؤول تماماً للرقابة، وبدا واضحاً أن الحل لن يأتي إلى من لاعبي الوسط المتقدمين من الخلف.
وبالفعل في الدقيقة 30 كاد ريال مدريد أن يدرك التعادل عن طريق الظهير البرازيلي المتقدم مارسيلو الذي سدد كرة أرضية زاحفة ذهبت على بعد سنتيمترات قليلة من مرمى حارس خيتافي الأرجنتيني أبوندانزيري .
وفي الدقيقة 36 قام شوستر بإجراء تغيير ثان مفاجئ بإخراج ميغيل توريس والدفع بميشيل سالغادو بعد أن استشعر المدرب الألماني أن الهجمات المرتدة السريعة لخيتافي من الممكن أن تصيب مرمى الفريق الضيف بهدفٍ ثاني.
وكاد خيتافي في الدقيقة 38 أن يضاعف غلته ويسجل الهدف الثاني، عندما تقدم المهاجم روبيرتو سولدادو الذي أنفرد بالمرمى ولكن اختل توازنه وسقط داخل منطقة الجزاء بعد التدخل السريع من المدافع سرخيو راموس، ولم يحتسب الحكم ضربة جزاء (بدت واضحة للجميع ) وسط صيحات الاستهجان والاعتراض من جماهير خيتافي.
وعلى الرغم من تعديلات شوستر المستمرة في تشكيل ريال مدريد ومحاولات لاعبي الفريق الأبيض إدراك التعادل فإن الشوط الأول انتهى بدون أي فرصة حقيقية على مرمى الفريقين إلا الفرصة التي أحرز منها خيتافي هدف التقدم ليطلق الحكم صافرته معلناً نهاية الشوط.
الشوط الثاني
وبدأ الشوط الثاني على عكس المتوقع تماماً فبدلاً من أن يواصل ريال مدريد ضغطه سعياً لتعديل أوضاعه، فاجأ خيتافي ريال بهجوم مباغت في بداية الشوط، استغلال للضعف والبطء الواضح في دفاع الفريق الملكي، وفي الدقيقة 47 مرر خايمي غافيلان تمريرة بينية ماكرة لألبين الذي انفرد تماماً بالمرمى من الناحية اليسرى وبدلاً من أن يلعبها عرضية سددها مباشرة في المرمى مسجلاً الهدف الثاني للفريق المضيف، بعد أن استغل الانبطاح الغريب للحارس إيكر كاسياس، وهو الهدف الخامس لألبين منذ انطلاق بطولة الدوري الحالية.
ورغم الهدف المباغت لخيتافي فإن الريال لم ييأس ففي الدقيقة 54 مرر غوتي كرة بينية إلى سايفولا داخل منطقة الجزاء الذي لم يتوانى وسدد الكرة من اللمسة الأول مسجلاً هدف تقليص الفارق للفريق الملكي، وهو الهدف الأول لسافيولا هذا الموسم.
ولم يهدأ خيتافي أو يلجأ للدفاع حفاظاً على تقدمه، ولكن لجأ لاعبوه للهجوم المنظم والضاغط على ريال مدريد سعياً لتوسيع الفارق، وكاد لاعب الوسط الألماني بولانسكي أن يسجل الهدف الثالث عندما سدد كرة أرضية زاحفة اصطدمت بالقائم الأيسر لكاسياس، لتضيع فرصة أخرى على لاعبي خيتافي الأفضل في اللقاء.
وعاب ريال مدريد بشدة في هذا اللقاء الضعف الدفاعي الواضح والمساحات الشاسعة بين مدافعيه إضافة إلى غياب الرقابة تماماً وهو ما سهل على الفريق المضيف أن يعتمد على الهجمات المرتدة السريعة، وفي الدقيقة 81 ومن إحدى هذه الهجمات تصل كرة طولية مرسلة من الدفاع إلى ألبين الذي انطلق في الجهة اليمنى ومرر كرة أرضية إلى المهاجم النيجيري إكتشوكو أوتشي الذي لم يتوانى في تسديدها مباشرة في المرمى محرزاً الهدف الثالث لخيتافي وهو ثاني أهداف أوتشي في الليغا.
وكاد أوتشي أن يضيف الهدف الثاني له والرابع لفريقه بعد ذلك من انفراد تام ولكنه تعثر من تلقاء نفسه خارج منطقة الجزاء، ووضح تماماً إنهيار ريال مدريد دفاعياً وكادت شباكه أن تستقبل هدفاً رابعاً لولا أن الحكم أطلق صافرته معلناً نهاية اللقاء بفوز خيتافي بثلاثة أهداف مقابل هدف.